لقد شاهد أغلب الشعب السوداني السفير السوداني بوزارة الخارجية نور الدائم عبد القادر يبكي حال البلد وخذلان “العرب والأفارقة” أقول لك أخي السفير قول الشاعر مصطفى الجزارأجمع مفاخرك القديمةكلها وأجعل لها من قاع صدرك مقبرةدع ضمير العرب ساكنا في قبره وادع له بالمغفرةعجز الكلام عن الكلام وريشتك لم تبق دمعا ودما في المحبرة أخي السفير إن أفواه العرب مكممة والسواعد مكتوفة مقيدة أقول لك أخي السفير كفكف دموعك فإن دموعك أغلى من أن تزف على هؤلاء فهذا ديدنهم امسح دمعتك و ارفع راسك فوق و افتخر بقواتك المسلحة التي صمدت في وجه كل المؤامرات التي صنعت من الخارج و تنفذت بأيَادِ داخليةوعملاء من بني جلدتنا وهذا نعتبره درس مجانيا للذين كنا ندعي أنهم أخوة وأشقاء أمسح دمعتك أخي السفير سنظل رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء فدموعك غالية أخي السفير فهم لايستحقونها أن تكون عليهم فقد كان السودان سندا لكل القضايا العربية والأفريقيةودفاعا عن سيادتها ونصرة لشعوبها ولكن اليوم نجنى السراب ونجني التكالب عليه والمؤامرات عليه من دول كنا نحسبها عونا لنا وكنا لهم عضدا بالرجال والمال فلم ترد جميلا إلا مصر شقيقة بلادي التي سعت جاهدة للسلام واحتضنت آلاف اللاجئين السودانيين ومازالت مواقفها مشرفة تتوالى علينا لأنها تحس أن أمن السودان من أمنها ومعافاة السودان من معافاتها والسودان كذلك فقد كان. لها حضورا في حربها ضد العدوان الاسرائيلي في أكتوبر حرب النكسة وكان مشاركا بإرسال لواء مشاة بالإضافة إلى كتيبة وحدات خاصةوقام باستضافة وتدريب طيارين مصريين على أراضيه تجهيزا لمعركة الحسم ضد اسرائيل حيث كان النصر للشقيقة مصر وهكذا رد الجميل أخي السفير فقد شارك الجيش السوداني في حروب وأزمات عربيةمنها الحرب الأهلية في لبنان، وفي قوة الردع في الكويتوفي عاصفة الحزم كان من ضمن الدول العربية وكان كذاك دفاعا عن الحرائر في ليبيا. والعراق وغيرها من الدول العربية وعندما نكب السودان فلم يحرك العرب ولا الافارقة ساكنا في هذه المحنة التي عاشها السودان بل قابلوا ذلك بالتآمر والدسائس أخي السفير كفكف دموعك الغالية فقد قال الشاعر احمد مطر في وصف هؤلاء الحكام العرب مقولته الرائعه :كل أبناء السيادة والفخامة و السمو والمعالي و الجلاله تحت نعالي تحت نعاليفقيل لي عيبا عليك .. فكررت مقالي ثم قيل لي عيبا عليك … فكررت مقالي فانتبهت قليل الى سوء مقالي فقدمت اعتذاري لنعالي الايطالي الذي أساءت اليه في مقالي ….دموعك غالية سعادة السفير فحقا قد كانت خناجر الغدر والخيانة ممن حسبناهم لنا أشقاء محزنةومبكية وعلى رأس تلك الدول المتآمرة الإمارات دويلةالشرفقد كانت علاقة السودان معها كنا نظنها ازلية فقد أسهم السودانيون إسهاما كبيرا في نهضتها وتنميتهاوتخطيط مدنها وكل ذلك كان بخبرات سودانية حيث تركوا بصمات مضيئةفي تاريخها ورغم ذلك كان جزاء الاحسان التآمر. والجحود والنكران وجزاء سنمار لهذا الفضل فهذا زمان تبدلت فيه المباديء والقيم فهو زمن بيع الذمم فظلم الاشقاء أشدمضاضة على المرء من وقع الحسام المهند فقد تم شراء أغلب دول الجوار والاعداء الطامعين والآن يحيكون المؤامرات للشعوب المستضعفة بمن هم منهم وإليهم فعندما نتذكر حال سودانناوما آل إليه من تدمير من تلك المليشيا والمرتزقة والعملاء التقزميين تجري دموعنا كلنا… أخي السفير فحب الوطن في داخلنا راسخا لامساومة فيه فيا اخي السفير. إن دموعك غالية فقد وعينا الدرس وعرفنا من هم معنا ومن هم علينا نعم فقد كنا لأغلب الدول الأفريقية والعربية ظهرا نقف بجانبهم في السراء والضراء ولكن وبكل أسف قد انخدعوا بأموال الغرب وظنوها دائمة ونسوا أن الدائرة ستدور عليهم وقد عمت الخدعة فلم يبرأ بعض العرب من داء الغباء بإدمانهم على الولاء والحرب بالوكالة للمصالح والاجندة الغربية وليس لهم فيها ناقة ولاجمل فقد زينوا لهم الباطل وجعلوهم اداة قتل للابرياء في فلسطين والسودان والكثير من اخوتهم فمن لم يشارك منهم بالقتال أو دعمه كان صامتا اومحايدا في وقت يباد فيه الآلاف من البشر في السودان وفلسطين وغيرهما ولم يحرك فيهم ساكنا متناسين بذلك روابط القومية العربية ورابط الأخوة الإسلامية ولم يستحوا مما يحصل في تلك الأوطان التي كانت تمد لهم يد العون في حروبهم وتقف معهم في مصائبهم وما من حدث يحدث في دولة إلا تداعت حكام العرب بايعاذ وفق أجندة مرسومة أو خارطة طريق مبينة لهم يجتمعون لها تحت مسمى الجامعة العربية ثم يخرجون بقرارات لاتساوي الحبر الذي به كتبت ولكن ترى جموعهم تتسابق للإغاثة ولإعادة مادمرته الحرب التي هم جزء منها أو الشجب والإدانة هذا مابوسعهم تقديمه هكذا أخي السفير فقد قال الشاعر واصفا حالهم :أمس اتصلت بالأمل!قلت له: هل ممكنأن يخرج عطر لنا من الفسيخ والبصل؟قال : .قلت: وهل يمكن أن تشعل النار بالبلل؟قال : .قلت: وهل من الحنظل يمكن أن تطير العسل؟قال: نعم..قلت: وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحلة؟قال: نعم، بل، لأجل…كل ما يهمه شيء.قلت: أذن للحكام العرب سيشعرون يوما بالخجل؟قال: ابصق على وجهيإذا حصل هذا. فكفكف دموعك أخي السفير ولاتحزن فالكل يعلم أن بكاءك رثاء عليهم وعلى حالهم التي آلت إليه من بعد عز كان … وسيظل الشعب السودانييعيش بعزته ويموت بكرامته حتى لو تبقي منا شخص وأحد فسوف يحمل الراية ويردد شعار نموت أو ننتصر فأمامنا جيش عظيم تعانقه قوات مشتركه ومقاومة شعبية وفوق كل ذلك أكف ترتفع ضراعة لله ومع ذلك كله الشعب السوداني يردد شعب واحد جيش وأحد ورب الڪعبة أخي السفير لو اشتدت المعارك والمحن حتي تزلزلت أقدامنا وبلغت قلوبنا الحناجر ما شككنا بنصر الله طرفة عين ولله الأمر من قبل ومن بعد