وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” ما يقارب من 120 ألف نازحاً أفرزتهم معارك الجزيرة، نزحوا إلى مدينتي كسلا والقضارف، وقرابة 170 مفقوداً، استناداً إلى شهادات ناجين من المجزرة للوكالة الفرنسية.
وبحسب شهود عيان، فإن اختفاء السودانيين بعد معارك ولاية الجزيرة تركزت في مدن بعينها مثل مدينة تمبول ورفاعة وغيرها من المدن التي شهدت أعمالاً قتالية عنيفة بعد شن قوات الدعم السريع هجمات على تلك المناطق التي كان الجيش أعلن سيطرته عليها.
ويفيد الناشط السوداني الإنساني علي بشير بأن انقطاع الاتصالات وخدمات الانترنت عن ولاية الجزيرة ساهم بتفاقم قضية المفقودين وعدم التمكن من الاتصال بهم.
وفي محاولة للتعامل مع الأمر، نظم ناشطون حملة للسؤال والبحث عن المفقودين على صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي التي غصت بمئات المنشورات والصور لمفقودي الحرب.
ذكر شهود العيان وذوي المفقودين أن أغلب من تم الإبلاغ عنهم كمفقودين هم من كبار السن والأطفال، فيما لا يعرف ذويهم حنى الآن إن كانوا “أحياء أم أموات”.
وفي مشهد مأساوي يروي الشهود رحلة نزوحهم الطويلة من الجزيرة بين زخات الرصاص وأصوات القصف. رحلة وصفوها بالشائكة مشياً على الأقدام، ليكتشفوا حين وصولهم ما يعتقدون بأنه بر الأمان أنهم فقدوا أحبائهم وذويهم، فيما لم يتم العثور على جثثهم.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من منشوارت التواصل الاجتماعي تحدثت مؤخراً عن قيام قوات الدعم السريع بعمليات “اختطاف مقابل دفع فدية استناداً إلى الوضع المادي لعائلات المختطفين”.
وكانت موجة عنيفة من القتال والاستباك شهدتها ولاية الجزيرة السودانية الواقعة غرب البلاد، بعد إعلان الجيش السوداني سيطرته عليها وانشقاق قائد كبير من قوات الدعم السريع وانخراطه في صفوف الجيش، إذ قامت قوات الدعم السريع بشن هجوم خلف أكثر من 200 قتيلاً خلال الأيام العشرة الأخيرة بحسب السلطات المحلية.
من جهته، وصف الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يعيشه مواطنو السودان وخاصة في الجزيرة “بالكابوس المروع” إذ بات أكثر من 25 مليون سوداني بحاجة ماسة وعاجلة لتقديم المساعدة الإنسانية.
ووفقاً لغوتيرش فإن الكابوس السوداني لا يقتصر على أعمال العنف والقتل فحسب، بلا يتخطاه إلى الجوع وتفشي الأمراض وانتشار العنف العرقي، فضلاً عن حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي وصفت بأنها باتت “معممة” وفقاً للتعميم الصادر عن الأمم المتحدة ، مع الإشارة إلى حالات اختطاف النساء والأطفال لاستعبادهم جنسيا.